ومِن الأعراب من يتَّخِذ مَا يُنفق} أَي: يتصدَّق {مَغرَما} غرامة وخسراناً، لأَنَّهُ لاَ يُنفِق إِلاَّ تَقِيَّةً مِنَ المُسْلِمِينَ ورياء، لاَ لوجه الله وابتغاء المثوبة عنده. {ويتربَّص بكم الدوائر} دوائر الزمان، وتبدُّل الأحوال، تدور الأيَّام لتذهب قوَّتكم عَنْهُ فيتخلَّص من إعطاء الصدقة؛ {عليهم دائرةُ السَّوءِ} أَي: عَلَيْهِم تَدُورُ المصائبُ التِي يتوقَّعون وُقوعها فيِ المسلمين {والله سَميع} لِمَا يقولون إِذَا توجَّهت عَلَيْهِمُ الصدقة، {عليم (98)} بِمَا يُضمِرُون.
{ومنَ الأعرابِ مَن يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخر، ويتَّخِذ مَا يُنفق} فيِ المَبَارِّ، {قُرباتٍ} أسبابا للقُربَة {عند الله، وصلوات الرسول} أي: دُعاءه لَهُ واستغفاره؛ {أَلاَ إِنَّهَا} إِنَّ النفقة أو صلوات الرسول {قُرُبَة لَهُم}، وهذه الشهادة مِنَ الله للمتصدِّق بصِحَّة مَا اعتقد، من كون نفقته قُرُبَات وصلوات، {سيُدخِلُهم الله فيِ رحمته} التوفيق فيِ الدُّنْيَا، والجنَّة فيِ العقبى، وَمَا أدلَّ هَذَا الكلام عَلَى رضاء الله عَن المتصدِّقين، وأنَّ الصدقة مِنْهُ بمكَان إِذَا خَلُصت من صاحبها، {واللهَ (1) غَفُور رَحيم (99)}.
{والسابقون الأوَّلون من المهاجرين} قيل: هُمُ الذِينَ صلُّوا إِلىَ القبلتين، أو الذِينَ شهدوا بدرا، أو الذِينَ أسلموا قبل الهجرة، {والأنصار} وقيل: هم أهل بيعة العقبة الأولى: كَانُوا سبعة؛ أو أهل العقبة الثانية: كَانُوا سبعين عَلَى مَا قيل؛ {والأنصار الذِينَ اتَّبَعُوهم بإحسان} الذين اتَّبَعُوهم بالإيمان والطاعة إلى يوم القيامة، {رَضِيَ الله عَنْهُم} بأعمالهم الحسنة {ورضوا عَنْهُ} لِمَا أفاضَ عَلَيْهِم مِن نعمته الدينيَّة والدنيويَّة، {وأعدَّ لَهُم جنَّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فِيهَا أبداً، ذَلِكَ الفوز العظيم (100)}.
{__________
(1) - ... في الأصل: «إنَّ الله»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
139 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق