ولئن سألتَهم ليقولنَّ: إِنَّمَا كُنَّا نخوضُ ونلعبُ} قيل: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير فيِ غزوة تبوك، وركبٌ مِنَ المنافقين يَسيرون بين يديه، فَقَالُوا: «انظروا إِلىَ هَذَا الرجل يريد أن يفتح قصور الشام وحصونه، هيهات هيهات!!»، فأطلعَ الله نبيَّه عَلَى ذَلِكَ، فقال: «احبِسوا عَلَى الركب»، فأتاهم؛ فقال: «قلتم كذا وكذا»؛ فَقَالُوا: «يا نبيَّ الله، لاَ وَالله مَا كُنَّا فيِ شيء من أمرك، وَلاَ من أمر أصحابك؛ ولكن كُنَّا فيِ شيء مِمَّا نخوض فِيهِ، ليُقصِّر بعضُنا عَلَى بعضٍ السفر»، أَي: {ولئن سألتهم} قلت لَهُم: «قلتم ذَلِكَ» لقالوا: {إِنَّمَا كُنَّا نَخوضُ ونَلعبُ}، وكَانَ اعتذراهم عَن اللعبِ باللعبِ [كَذَا]، لأَنَّ الله لاَ يهدي القوم الظالمين للحجَّة، {قل} يا محمَّد، {أَبِاللهِ وآياتِه ورسولِه كُنتُم تستهزئُونَ (65)} لم يعبؤوا باعتذارهم، لأنَّهم كَانُوا كاذبين فِيهِ؛ فجُعِلُوا كأنَّهم مُعترفون باستهزائهم، وبأنَّه مَوجود فِيهِم الخوض واللعب ظاهرا، فلم يقدروا أن ينفوه عَن أنفسهم.
{لاَ تعتَذِروا} لاَ تشتغلوا باعتذاراتكم الكاذبة، فإنَّها لاَ تنفعُكُم بعد إظهار شرِّكم ونفاقكم، {قد كَفَرتم} قد ظهر كُفركم بالاستهزاء {بعد إيمانكم} الظاهر؛ {إِن نَعفُ عَن طائفة منكم} بعد توبتهم (1) وإخلاصهم الإيمانَ بعدَ النفاقِ، {نعذِّب طائفة بأنَّهم كَانُوا مجرمِينَ (66)} مصرِّين عَلَى النفاق، غير تائبين.
{__________
(1) - ... في الأصل: «تنوبتهم»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
125 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق