المؤمن يخشى المحاذير وَلاَ يتمالك لاَ يخشاها [كَذَا]؛ {فعسى أُولَئِكَ أن يكونوا مِنَ المهتدِينَ (18)} تبعيدٌ للمشركين عَن مواقف الاهتداء، وحَسمٌ لأطماعهم فيِ الانتفاع بأعمالهم؛ والمعنى: إِنَّمَا تستقيم عِمارة هؤلاء ويكون معتدًّا بها عند الله دون من سِواهم.
{أجعلتم سِقايةَ الحاجِّ} مِنَ العاصين، {وعمارةَ المسجدِ الحرامِ} مِمَّن لم يُؤْمِن إيمانا مقرونا بالعمل، {كمن آمن بالله واليوم الآخر، وجاهَدَ فيِ سبيل الله، لاَ يستوون عند الله، وَاللهُ لاَ يهدي القوم الظالمِينَ (19)} إنكارا أن يشبه المشركون المؤمنين، وأعمالُهم [205] المحبَطة، بأعمالهم المثبَتَة، وأن تُسوَّى بَيْنَهُم؛ وجعل تسويتهم ظلما بالكفر (1) لأنَّهم وضعوا المدح والفخر فيِ غير موضعهما قيل: نزلت جوابا لقول العبَّاس حين أُسر، وجعل يوبَّخ بقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقطيعة الرحم، فقال: «تَذكُر مساوئنا، وتَدَع محاسننا» فقيل: أولَكم محاسن؟ فقال: «نعمر المسجد ونسقي الحاجَّ ونفكُّ العاني»؛ وقيل: افتخر العبَّاس بالسقاية وشيبة بالعمارة.
{الذِينَ آمنوا وهاجروا وجاهدوا فيِ سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجةً} أعلى رُتبةً، وأكثر كرامةً مِمَّن لم يستجمع هَذِهِ الصفات {عند الله} من أهل السقاية والعمارة {وأولئك هُمُ الفائزُونَ (20)} لاَ مَن سَقَى الحاجَّ، وعَمَرَ المسجد الحرام بغير إيمان حقيقيٍّ.
{يبشِّرهم رَبُّهم برحمةٍ مِنْهُ} بتوفيق وتيسير فيِ الدُّنْيَا {ورضوان} ورضًى عَنْهُم {وجنَّات لَهُم فِيهَا نعيم مقيم (21) خالدين فِيهَا أبدا إِنَّ اللهَ عنده أجر عظيم (22)} يُستحقر دونه مَا استوجبوه لأجله، أو نعيم (2) الدُّنْيَا.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «وجعل تسويتهم بالكفر ظلما».
(2) - ... في الأصل: «النعيم»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
105 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق