وَلَمَّا وبَّخَهم الله عَلَى ترك القتال حَرَدَ (1) لَهُمُ الأمر بِهِ بقوله: {قَاتِلُوهم} وَوَعَدَهم النصرَ لتثبيت قلوبهم، وتصحيح نِياتهم بقوله: {يعذِّبْهُمُ اللهُ بأيديكم} قتلا، {ويُخزِهم} أسرا، {ويَنصرْكُم عليهم} يُغلِّبكم عَلَيْهِم، {ويشفِ صُدورَ قومٍ مؤمنِينَ (14)} بإذهاب مَا وقع عليها مِنَ الغيظ، (لَعَلَّهُ) بسبب مخالفتهم وأذاهم لَهُم بدليل قوله:
{ويُذهبْ غيظَ قلوبِهم} وقد حصَّل هَذِهِ المواعيد كلَّها، وكَانَ (2) دليلا عَلَى صِحَّة نُبوَّتة، {ويتوب الله عَلَى من يَشَاء} مِنْهُم، {والله عليم} مَا كَانَ وَمَا سيكون، {حكيم (15)} فيِ تدبير أموره وقبول التوبة.
{أم حَسِبتم أن تُتركوا وَلَمَّا يَعلَم الله الذِينَ جاهدوا} أَي: لاَ تُتركُون عَلَى مَا أَنتُم عليه حتَّى يتبيَّن الخُلَّص {منكم} وَهُم الذِينَ جاهدوا فيِ سبيل الله لإعزاز الحقِّ وأهله، وانمحاق الكفر وأهله، {ولم يتَّخذوا من دون الله} من دون القيام بأمر دينه، {وَلاَ رسولِه وَلاَ المؤمنين وليجة} أَي: مَخبَأ وبِطانة مِنَ الذين يُضادُّون [204] رسولَ الله والمؤمنين، كأنَّه قيل: وَلَمَّا يعلم الله المجاهدين منكم والمخلصين غير المتَّخذين وليجةً من دون الله؛ والمعنى: أحسبتم أن تُتركوا بلا مُجاهدة وَلاَ براءة مِنَ المشركين؟ {والله خبير بِمَا تَعْمَلُونَ (16)} من إخلاص ونفاق.
{__________
(1) - ... حَرَدَ حَرْدًا: «قَصَدَ، وبابه: ضرب؛ وقوله تعالى: {فغدوا عَلَى حَردٍ قادرين} أي: عَلَى قَصدٍ، وقيل: عَلَى منع». الرازي: مختار الصحاح، ص91. ويمكن أن نقرأ: «جَرَّدَ لهم الأمرَ به»، أي خصَّهم به.
(2) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «وقد حصلت هَذِهِ المواعيد كلُّها، وكانت دَلِيلا».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
102 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق