وإن نكثُوا أَيمانَهم من بعدِ عهدِهم} أَي: نقضوا العهود المؤكَّدة بأيمان، {وطَعَنوا فيِ دِينكم} أَي: (لَعَلَّهُ) قَدَحوا فِيهِ [و]عابوه؛ {فقاتِلوا أئمَّة الكفر إنَّهم لاَ أَيمان لَهُم} عَلَى الحقيقة، ويحتمل أن لاَ أَيمان لَهُم بعد نقضهم، أَي: فلَم تبقَ لهم عَلَى المُسْلِمِينَ يمين بعد حلِّهم إِيَّاها، ولم تقع بَيْنَهُم وبين المُسْلِمِينَ معاهدة، {لَعَلَّهُم ينتهون} أَي: ليكن غرضُكم فيِ مُقَاتَلتهم انتهاؤهم عمَّا هم عليه، بعدما وُجد مِنْهُم مِنَ العظائم، وهذا من غايةِ كرَمِه عَلَى المسيء، وأنَّه لاَ يُعاجِل بعقوبة الاستئصال قبل بلوغ الكتاب أجله.
ثُمَّ حرَّض عَلَى القتال، فقال: {ألاَ تُقَاتِلون قَوما نَكثوا أَيمانهم} التِي خلَفوها فيِ المعاهدة، {وهمُّوا بإخراجِ الرسول} من مكَّة، {وَهُم بَدَءُوكُم أَوَّلَ مرَّة} بالقتال، والبادئ أظلم؛ فما يمنعكم من قتالهم؟ وبَّخهم بترك مقاتلتهم، وحضِّهم عليها؛ ثُمَّ وصفهم بِمَا يوجب الحضَّ عليها من نكث العهدِ، وإخراج الرسول، والبدءِ بالقتال من غير موجب. {أتَخشَونَهم} تخافونهم، فتتركون قتالهم؟ توبيخ عَلَى الخشية مِنْهُم؛ {فالله أحقُّ أن تَخشَوه} بِأَن تخشوه فتقاتلوا أعداءه، وتمتَثِلوا أمره، {إِن كُنتُم مؤمنِينَ(13)} أَي: إنَّ قضية الإيمان الكامل: أن لاَ يخشى المؤمن إِلاَّ ربَّه، وَلاَ يُبالي بمن سواه.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
101 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق