كيف وإن يَظهَروا عليكم} تكرارا لاستبعاد ثباتِ المشركين عَلَى العهدِ، وحُذفَ الفعلُ لكونه معلوما، أَي: كيفَ يكونُ لَهُم عهدٌ وحالُهم أنَّهم إن يظهروا عَلَيْكُم، أَي: يظفَروا بكم بوجدان الفرصة بعد مَا سبق لَهُم من تأكيد الأَيمان والمواثيق. {لاَ يرقبوا فيكم إِلاًّ} لاَ يراعوا، وَلاَ يحفظوا حِلفًا أو قرابة، {وَلاَ ذمَّةً} عهدًا؛ {يُرضونكم [203] بأفواههم} بالوعد بالإيمان، والوفاء بالعهد، وَهُوَ كلام مبتدأ فيِ وصف حالهم من مخالفة الظاهرِ الباطنَ، مقرِّر لاستبعاد الثبات مِنْهُم عَلَى العهد، {وتأبى قُلوبُهم} الإيمانَ والوفاءَ بالعهد، {وأكثرُهم فاسقُونَ(8)} ناقضون العهد، أو متمرِّدون فيِ الكفر، لاَ مروءة تَزَعُهم عَن الأدب، وَلاَ شمائل تَردَعُهم عَن النكث.
{اشتروا} استبدلوا {بِآيَاتِ الله} بالقرآن أو بما قام عَلَيْهِم به مِنَ الحجج، {ثمنا قليلا} عَرَضا يَسِيرا، وَهُوَ اتِّباع الأهواء والشهوات، {فصدُّوا عَن سبيله} فَعَدَلُوا عَنْهُ، وصرفوا غيرهم؛ {إنَّهم ساء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(9)} أَي: بئس الصنيعُ صنيعهم.
{لاَ يَرقُبُون فيِ مُؤمِن إِلاًّ وَلاَ ذمَّة وأُولَئِكَ هُمُ المعتدون(10)} المجاوزون الغاية فيِ الظلم والشرارة.
{فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتَوا الزكاة، فإخوانكم فيِ الدين} لاَ فيِ النسب؛ {ونفصِّل الآيات} ونبيِّنُها {لقوم يَعْلَمُونَ(11)} يفهمون، فيتفكَّرون فيِ أسرارها، وهذا اعتراض، كأنَّه قيل: وإنَّ من تَأَمَّلَ تفصيلها فهو العالم، تحريضا عَلَى تَأَمُّل مَا فصَّل من أحكامِ المشركين المعاهدين، وَعَلَى المحافظة عليها.
{
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
100 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق